![]() |
الاستاذ محمد محمد حسين الحكيم تخرج الشهيد من كلية الفقه للعلوم الدينية واللغة العربية في عقد الستينات ، وأنشغل بالتعليم لاكثر من خمسة عشر سنة في ثانويات العراق ، امتاز بشغفه للعلم والمعرفة والاهتمام ببث الخصال الحميدة في نفوس طلبته . واكب الاستاذ محمد الحكيم التقلبات والانقلابات السياسية في العراق بكل تفاصيلها وخصوصياتها ، غير انها لم تحقق آماله وطموحاته رغم الشعارات الجذابة التي تتغنى بالوطن والمواطن التي طرحتها تلك الاحزاب والحركات المتعاقبة على كرسي الحكم في العراق ، فالاستاذ الحكيم كان يتطلع الى نظام سياسي تسوده الديمقراطية الحقة وصون حقوق المواطن ، وفي عام 1968 حينما إعتلى حزب البعث ناصية الحكم في بغداد ذبح ذلك التطلع والطموح على منحر الارهاب والرعب ، وكان محمد الحكيم أحد أهداف النظام حيث اعتقل عام 1983 وبعد مروره بسلسلة من التعذيب النفسي في أقبية مديرية الامن العامة في بغداد تم إعدامه رمياً بالرصاص في آذار عام 1985 محمد جعفر صادق الخياط نتمي الشهيد الى عائلة تتمتع بموقع اجتماعي متميز ، وهو ابن الشاعر الحاج جعفر الخياط الذي تعرض للاعتقال والتعذيب في سجون الدكتاتور صدام حسين ولازال جسمه يحتفظ باثار التعذيب ، ولد محمدعام 1955 في مدينة تسعين التابعة لمحافظة كركوك ، واكمل دراسته في المعهد الاداري ببغداد ، في منتصف شهر رمضان عام 1980 أُلقي القبض عليه بعد اتهامه بمناهضتة الحكم الدكتاتوري لصدام التكريتي ، وتفنن الجلادون في تعذيبه والتنكيل به حتى فقد على أثر ذلك رجليه ويديه ، ثم ربطوا قنينة غاز في عنقه وأمروه بالزحف لمسافة طويلة فغاب عن وعيه وفاضت روحه الطاهرة على أثر ذلك . الشهيدة عواطف المشهداني نشأت عواطف في العاصمة بغداد ، ولها من العمر ( 22 ) ربيعاً ، طالبة مرحلة ثالثة ، تم إعتقالها مع زوجها الشهيد ( علي ناصر الحياوي ) التي زُفت اليه عواطف في ظروف ملؤها الرعب والمطاردة والتشريد ، ولم تدم حياتهم الزوجية سوى أشهر معدوادات حيث إعتقلا سوية من قبل ذئاب مديرية الامن العامة ببغداد بداية عام 1982 بعد أن ترك في أحشاء عواطف جنيناً ، وقررت عواطف إخفاء حملها عن الضابط المشرف على تعذيبها المجرم ( حازم التكريتي ) المسؤول الحزبي للشعبة الخمسة في مديرية الامن العامة ببغداد لأنها تعلم أن وسائل تعذيب المتزوجة ستكون أكثر تركيزاً على إذلال الروح من الجسد ، وبالرغم من التعذيب الوحشي صمد الجنين كصمود امه وحافظ على بقائها . لقد امتدت ألأيادي ألقذرة للجسد الطاهر وعبثت به عبثاًً تخجل عن ممارسته حتى وحوش الغاب ، وكابدت عواطف خلال فترة اعتقالها آلام الحمل وأثقاله ، وهي ترزح تحت سياط الجلادين ، فكانت تعاني الامرين ، مخاضات الطلق ولسعات السياط ، وهكذا ولدت ( دعاء) ، ونقل الجلادون عواطف بعد ولادتها بأشهر قليلة الى محكمة الثورة وصدر حكم الاعدام شنقا بحقها ، وعلى الفور تم نقلها الى سجن الرشاد وهناك سلمت رضيعتها دعاء الى أهلها ، وفي بداية عام 1983 تم نقل عواطف الى سجن ابي غريب بسيارة خاصة وبإمرة الجلاد ذي الشاربين الكثين المسمى ( ابو سمير ) لتعانق حبال المقصلة التي نصبها المجرمون تلك الرقبة الرقيقة ، وتسدل الستار على ثغر ماأنفك عن لعن الظلم والظالمين . الرئيسية أوراق مهربة ضيف الشهر المغيبون الجلادون حصاد الشهر هل تعلم شعر سياسي من وحي الظلام روابط
|