تاملات ونبوءات ... دعابات وملامات ... سخرية وكلام في الممنوع ......... من لم نجلده بسياط حروفنا فليتعض ومن جلدناه فليصبر فجلدنا للتقويم

 

روحها الطاهرة

 

كانت ليلةً شتائية , تعودت كسابقتها ان اجلس امام الموقد الحجري واقلب دفاتري العتيقة . بينما انا كذلك , بدات احس وكعادتي بانني لست لوحدي ؟ لكن هذه المرة مختلفة .. احد ما يراقبني عن كثب ؟ ..

رفعت راسي قليلا قليلا .. نور يتكامل شيئا فشيئا على هيئتنا البشرية .. احسست بالفزع !!

قالت هدأ من روعك ! انا لست ممن يؤذون ؟

اتسمح لي بالجلوس ؟

لم لا !

لقد كانت نورانية .. متألقة .. شفافة .. رقيقة ..

احسست بالدفء كما لو كانت معي !

من انتِ ؟

لِم تجلس لوحدك طوال الوقت ؟ لَم تفتح النوافذ مذ رَحَلَتْ ؟

هل تحبها الى هذا الحد ؟

استغربت ان يعرف احد ما عن قصة حبيبتي !

عمَّ تتحدثين ؟ ومن انتِ ؟

نهضتْ بكل ثقة وفتحت النوافذ فدخل النور الذي لم اره منذ زمن ..

تقدمت نحوي ومدت يدها اليّ طالبة مني النهوض !

تعال معي .. وجدتني احلق معها دون ان اشعر .. كانت المرة الاولى التي احببت الخروج فيها !

قالت اذهب .. ستجدني بانتظارك .. لن اغادر !!

عدت .. فوجدتها نائمة على سريري .. لم اشأ ان اوقضها .. فقد تركت لي مكان  .. استلقيت بجنبها ؟!

ضمتني , بدأت ابكي بين ذراعيها كطفل مدلل !

تأكدت بان روحها الطاهرة مازالت تحرسني !

 

 كندا- يناير1998   

 

اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر

مبضع الجرّاح

 

1