تاملات ونبوءات ... دعابات وملامات ... سخرية وكلام في الممنوع ......... من لم نجلده بسياط حروفنا فليتعض ومن جلدناه فليصبر فجلدنا للتقويم

 

مساكين  

مشيت بخطىً متثاقلة .. اخذ التعب مجراه في بدني

صممت على ان اكمل مابدأت ..

 واصلت المسير حافي القدمين

اعترضت الاشواك الصحراوية طريقي ..

 أدمت رجلاي !

حاولتْ مع الرمال إبطائي ..

حتى ارتوت من دماء عروقي !

صرخت بوجهي احدى كائنات الليل متثائبةً ؟

من هذا المتسربل .. ليلاً ..

كأنه يحمل خطايا البشر ؟

اظنك هارب من تلك الشباك التي نصبت تواً !!

نعم انا الهارب من وطني ..

 ومن شباك العدو ؟

ولكن ..

 الى اين انت ذاهب في تلك الساعة المتأخرة من الليل ؟

انا سفير أولئك الذين في الشباك الى العالم الخارجي

مساكين !

 مساكين !

قالها كائن الليل هذا ثم استدرك ..

وهل تظن ان لا احد يدري بمآسيكم ..

لقد قبضوا ثمن آلامكم ورهنوكم الى الربع الخالي ؟

حسناً فعلت ..

 اهرب ولا تلتفت !

سيعيدونك قسراً ..

لو علموا ؟

نصيحتي لك ان لا تأمن لهم ؟

سيبيعونكم ثانية ..

يوماً ما !

بكيت على قدرنا بكاء التي فقدت ولدها ..

تمتمت شفتاي ببعض السباب البذئ ..

عليهم جميعاً ..

تركت كائن الليل يردد .. ..

مساكين .. مساكين

مشيت خطوات .. صرت اردد معه ..

مساكين .. مساكين ..

 رفحاء- تشرين الاول 1994   

 

اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر

مبضع الجرّاح

 

1