تاملات ونبوءات ... دعابات وملامات ... سخرية وكلام في الممنوع ......... من لم نجلده بسياط حروفنا فليتعض ومن جلدناه فليصبر فجلدنا للتقويم

جواسيس

 

كان يومها الجو ممطرا , كنت متلففا بعبائتي التي لاتقي من بردٍ ولا حر .

الجوع مزّق احشائي وفرائصي ترتعد برودة . لم اكن افكر الا بالدفء .. وشيئا يهدأ ثورة امعائي

فجاة اسمع صوتا .. من القادم ؟

كائن من الكائنات الحية ظل طريقه !

الصوت نفسه .. سر الليل ؟

عفوا لست اجيد الطلاسم !

اذن انصرف من هنا

ارجوك هل لك ان تدلني على حدود وطني ؟

لازلت ضمن حدوده !

كيف يمكن لي ان ابحث عن الدفء والطعام خارج حدود وطني ؟

هل لازلت هناك .. انصرف والاّ ..

سحب اقسام رشاشتة ؟

قلت ..لا عليك انا لست ممن يرعبون الوطن ويخلّون بالامن ويسرقون قوت الشعب !

انا ابن هذا الوطن ..

لا .. انتم جواسيس

لم اسمع بوطنٍ يتجسس عليه اربعة ملايين من مواطنيه .. من خارج حدوده ؟!

انه مخفر حدودي .. ونحن حرّاس الحدود .. انصرف الان

اول مرة اسمع بان هنالك (حدود ) .. لوطني 

اهي نفس الحدود التي تخترقها ايران حالما يحلو لها !

اهي نفس الحدود التي تتعقب تركيا حزب العمال فيها كل يوم وكأنها جزء من حدودها !

أي حدود هذه التي تجوب طائرات العالم جنوبه وشماله في أي وقت شاءت ؟

أي كرامة بقيت لهذا الشعب ؟

صحت باعلى صوتي .. من هم الجواسيس الان !!!

   

 رفحاء - كانون الاول 1994   

 

اتحاد الكتاب والصحفيين العراقيين في المهجر

مبضع الجرّاح

 

1